بقلم قمرعبدالرحمن / فلسـ.ـطين
الفَاشِرُ تَبْكِي... وَغَـ.ـزَّةُ تَرُدُّ عَلَيْهَا بِالنَّحِيبِ.
كَأَنَّهُمَا أُخْتَانِ فِي مَقْبَرَةٍ وَاحِدَةٍ،
تَتَبَادَلَانِ الْكُـ.ـفْنَ وَالْوَجَـ.ـعَ،
وَتَسْأَلَانِ الْعَالَمَ:
هَلْ مَا زَالَ فِيكُمْ قَلْبٌ... يُشْبِهُ قَلْبَ الْإِنْسَانِ؟
الْعَالَمُ مُتَخَمٌ بِالنَّظَرِيَّاتِ،
يُرَاقِبُ الْجُثَثَ مِنْ خَلْفِ الشَّاشَاتِ،
وَيَرْسُمُ عَلَى الْخَرَائِطِ نُقَاطًا حَمْرَاءَ،
ثُمَّ يَنَامُ فَوْقَ وَسَادَةٍ مِنَ التَّبْرِيرَاتِ.
فِي الْفَاشِرِ، امْرَأَةٌ تَلِدُ طِفْلَهَا عَلَى رُكَـ.ـامِ بَيْتِهَا،
وَفِي غَـ.ـزَّةَ، أُمٌّ تَبْحَثُ فِي الرَّمَـ.ـادِ عَنْ صَوْتِ ابْنِهَا.
كِلْتَاهُمَا تَكْتُبَانِ عَلَى الْحَائِطِ:
"الْخِيَانَةُ وَجْهُ هَذَا الْعَصْرِ."
لَكِنْ... لَا تَمُـ.ـوتُ الْمُدُنُ الْجَمِيلَةُ.
الْفَاشِرُ سَتَنْبُتُ مِنْ تُرَابِهَا كَمَا تَنْبُتُ الْقَصِيدَةُ مِنْ دَمْعِ شَاعِرٍ، وَغَـ.ـزَّةُ سَتَفْتَحُ نَوَافِذَهَا لِلْبَحْرِ مِنْ جَدِيدٍ.
وَحِينَ يَسْأَلُ الْغَدُ: مَنْ أَنْقَذَ إِنْسَانِيَّتَكُمْ؟
سَيُقَالُ: مَدِينَتَانِ احْتَرَقَتَا... فَأَضَاءَتَا الْكَوْكَبَ.
