رعى الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية افتتاح فعاليات "اليوم الوظيفي الأول للوظائف الخضراء" الذي نظمه مركز الإعداد لسوق العمل في الجامعة بالتعاون مع مركز تطوير الأعمال BDC ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بمشاركة واسعة من نحو 40 من الشركات والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بتوفير فرص العمل في مجالات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، بحضور السيد نايف استيتية وزير العمل الأسبق/مؤسس مركز تطوير الأعمال BDC، وممثل منظمة اليونيسف السيد جون تريو، ونواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وحضور واسع من طلبة الجامعة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الدكتور الحياري حرص الجامعة الهاشمية على تحقيق رؤية الدولة الأردنية في بناء الاقتصاد الحديث القائم على كفاءة الموارد وتوظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان والبيئة، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية وأصحاب العمل والمنظمات الدولية لتحقيق رسالتنا الوطنية في بناء قوة بشرية قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في كافة المجالات، وبما يعزز من فرص التطبيق العملي والابتكار لدى طلبة الجامعة وتقديم الحلول، ويتيح آفاقاً مهنية نوعية في مجالات الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا البيئية، وسلاسل الإمداد الخضراء، ومعايير الاستدامة المؤسسية.
وبين الدكتور الحياري أن الجامعة، وانسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، تمضي بثقة نحو تعزيز مكانتها كشريك وطني في المشاريع البيئية والتنموية من خلال ترسيخ مسارات التنمية الخضراء، وتطوير المعرفة في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة الذكية، وإدارة الموارد الطبيعية، والاقتصاد الدائري المتوافق مع أولويات الدولة وخططها التنموية، مشيراً إلى النجاحات التي حققتها في بناء مشروعٍ وطني متكامل، يجمع بين الاستدامة والابتكار والرقمنة من خلال مشروع الطاقة الشمسية، ومبادرات إدارة النفايات، وأنظمة الري الحديثة، وتحديث الخطط الدراسية والتخصصات الأكاديمية لتواكب متطلبات سوق العمل الجديد، والتركيز على إطلاق مبادرات للبحث العلمي في الزراعة الذكية، والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.
كما أكد الدكتور الحياري على إيمان الجامعة بقدرات الشباب الأردني، قائلاً: "نؤمن أن شبابنا يمتلكون طاقة لا تنضب، وهم قادرون على قيادة المبادرات الخضراء التي ترتقي بالاقتصاد والمجتمع معًا ومن واجبنا أن نتيح لهم المسار، ونوفر لهم الدعم، فهم الجيل القادر على تحويل العلم إلى أثر، والمعرفة إلى حلول، والطموح إلى واقع"، معربا عن اعتزازه بكافة الجهود الوطنية من مختلف القطاعات في تنمية الابداع والابتكار لأعداد جيل قادر على قيادة التحول الوطني نحو اقتصاد اكثر كفاءة واستدامة.
من جانبه، أكد السيد نايف استيتية وزير العمل الأسبق ومؤسس مركز تطوير الأعمال BDC، على أهمية امتلاك الطلبة للمهارات العملية إلى جانب الشهادات الأكاديمية، مؤكدًا أن المهارات التطبيقية باتت توازي المؤهلات الجامعية في الأهمية خاصة في ظل التنافسية العالية في سوق العمل، وأشار إلى ضرورة بناء هذه المهارات خلال المرحلة الجامعية لا سيما في القطاعات غير التقليدية التي تشهد نموًا متسارعًا، مثل الأعمال الخضراء والاقتصاد المستدام.
وأوضح أن القطاع الخاص يبحث اليوم عن رواد أعمال يمتلكون القدرة على الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة، وإدارة الموارد، والتقنيات البيئية، معتبرًا أن هذه المجالات تمثل مستقبلًا واعدًا للاقتصاد الأردني، ومسارًا استراتيجيًا لتحقيق التشغيل المستدام للشباب.
وبيّن أن مركز تطوير الأعمال أطلق مجموعة من البرامج المهنية لتطوير المهارات والقدرات من أبرزها برنامج "أنهض" وبرنامج "عزم"، وهما مبادرات وطنية تهدف إلى محاربة البطالة بين الشباب من خلال تعزيز ثقافة التشغيل الذاتي بدلاً من انتظار الوظائف التقليدية، وتمكينهم من إقامة مشاريع تنموية توفر لهم مصدر دخل مستدام.
بدوره، أكد السيد جون تريو John B. Trew رئيس قسم الشباب في منظمة اليونيسف في الأردن، على أهمية تمكين الشباب الأردني من النظر إلى المستقبل بعينٍ منفتحة وطموحة، مشددًا على أن هذا الجيل أثبت قدرته على مواجهة المستحيل وتجاوز التحديات غير المسبوقة، وعلى رأسها جائحة كورونا التي شكّلت اختبارًا عالميًا للمرونة والصمود.
وقال تريو مخاطبًا الطلبة: لا تدعوا أحدًا يثبط عزيمتكم، أنتم الجيل الذي واجه المستحيل، وعشتم ظروفًا استثنائية، ونجحتم في تخطيها، أنتم من علّمنا كيف نعيش في عصر الرقمنة، وكيف نعيد تعريف معنى الوظائف في الاقتصاد الأخضر، وأضاف أن الشباب اليوم لا يكتفون باستكشاف الفرص، بل هم من يبتكرون ويطوّرون ويقودون التحول نحو مستقبل أكثر استدامة، مؤكدًا أن دور المؤسسات الدولية يتمثل في تسهيل هذه الرحلة، لا قيادتها.
وأكد أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الوظيفي هو تحفيز الطلبة على أن يكونوا قادة في الاقتصاد الأخضر، وأن يدركوا دورهم المحوري في صياغة مستقبل العمل المستدام في الأردن، وقال: "نحن هنا لمساعدتكم على جعل هذه الرحلة أسهل، لكن النجاح أو الفشل في نهاية المطاف يعتمد على عزيمتكم وإصراركم، لا على الآخرين".
من جهتها، أوضحت الدكتورة إسراء الشديفات مديرة مركز الإعداد لسوق العمل في الجامعة الهاشمية، أن تنظيم "اليوم الوظيفي للوظائف الخضراء" يأتي تجسيدًا لالتزام الجامعة بتعزيز توجهها الاستراتيجي نحو دعم الاقتصاد الأخضر، وترسيخ مفاهيم الابتكار البيئي والطاقة المتجددة، من خلال توفير منصات عملية تُمكّن الشباب من الانخراط في مسارات تشغيلية جديدة تتماشى مع التحولات المتسارعة في سوق العمل المستدام على المستويين المحلي والدولي.
واطلع الدكتور الحياري والسيد استيتية والمشاركين على اجنحة المعرض الوظيفي الذي تضمنت عروضًا مهنية مباشرة قدمتها الجهات المشاركة، إلى جانب خدمات تعريفية متخصصة تهدف إلى توعية الطلبة بفرص العمل والتأهيل المتاحة في قطاعات الاقتصاد الأخضر، مثل الطاقة المتجددة، والتقنيات الخضراء، والذكاء البيئي، وحلول الاستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية، وإعادة التدوير حيث أتيحت للطلبة فرص للتواصل المباشر مع ممثلي الشركات والمؤسسات، والتقدم لبرامج تدريبية ومهنية تعزز جاهزيتهم لسوق العمل المستدام، وشهد المعرض الوظيفي حضورًا واسعاً من الطلبة والخريجين.
كما اشتمل المعرض على فقرات تفاعلية متنوعة صُممت لتعريف الشباب بالتخصصات المستقبلية المطلوبة في مجالات العمل البيئي، وتسليط الضوء على الاتجاهات العالمية في الاقتصاد منخفض الكربون، هدفت إلى تمكين الطلبة من استكشاف المسارات المهنية الجديدة، وتوسيع مداركهم حول أهمية التحول نحو نماذج إنتاج واستهلاك أكثر استدامة.
وضمن فعاليات "اليوم الوظيفي للوظائف الخضراء"، قام نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور وصفي الروابدة، والسيد استيتية، والسيد تريو، وممثلي الشركات والمؤسسات المشاركة بزيارة ميدانية إلى مركز الإعداد لسوق العمل في الجامعة، حيث اطلعوا على مرافقه التدريبية وتجهيزاته الحديثة، واستمعوا إلى آراء الطلبة ملاحظاتهم حول الفائدة التي يحققونها من الدورات والمبادرات التي ينفذها المركز مع الشركاء مؤكدين أهمية الانخراط بها لما لها من أثر يسهم في بناء مسارهم المهني والمستقبلي على مقاعد الدراسة.
كما كرم الأستاذ الدكتور عوني اطرادات نائب الرئيس المؤسسات والشركات المشاركة في اليوم الوظيفي، معربًا عن تقديره البالغ لمساهماتهم القيمة ودورهم الفاعل في دعم طلبة الجامعة وتمكينهم من الانخراط في الوظائف الخضراء، مشدداً على أهمية استمرار وتعزيز الشراكة بين الجامعة والقطاعين العام والخاص، بما يسهم في تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في وطننا العزيز.

.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)

.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)