"طبل خربان ما يطلع نغمة"

"طبل خربان ما يطلع نغمة"



حقيقة المشهد: ضجيج إعلامي، بيانات رنانة، ومبعوثون يتوالدون كما لو كانوا مفاتيح للحل، بينما في الجوهر لا جديد سوى إعادة إنتاج الوهم. هذه المرّة جاء "المندوب السامي" بوجه أمريكي صريح، يحمل في حقيبته وعودًا براقة، لكنه لا يخفي جوهر مهمته: منح ما تبقّى من فلسطين للتنين الصهـ.ـيوني، وما لم يستطع أن ينتزعه بالقوة والمجـ.ـازر سيُسلَّم له على طبق السياسة الناعمة.

هكذا تُدار المسرحية منذ عقود؛ أسماء تتبدّل، لكن الجوهر واحد: تثبيت الاحتـ.ـلال، وتزيين القيد بأشرطة الحرية المزيّفة. وما بين جولات التفاوض ومؤتمرات السلام المزعوم، يتآكل الحق، وتتسع هوّة الجرح.

غير أنّ التاريخ لا يرحم، والأرض لا تنسى أبناءها. فكما فشلت المجـ.ـازر في اقتلاع الشعب، سيفشل الوكلاء مهما تعددت وجوههم. فلسطين ليست ملفًا دبلوماسيًّا يُغلق بتوقيع، بل روحٌ حيّة، عصيّة على البيع والتنازل، وستظلّ شاهدة على كلّ طبلٍ خربانٍ لم يُصدر سوى صدى الوهم.

#قمر_عبد_الرحمن

إرسال تعليق

أحدث أقدم